كيف يمكن التمييز بين الاكتئاب والحزن؟
أهلا بك،
سؤال جميل، ومهم فعلا،
الحزن يا صديقي مؤقت، يبدأ شديدا، ويتناقص مع الأيام، حيث ينسى الإنسان أسباب حزنه، ويسلى عنها بالتدريج ويعود إلى حياته الطبيعية.
مثال: حينما يتعرض الإنسان مثلا إلى صدمة وفاة أحد المقربين منه كالوالدين، يصرخ بيكي، يفعل كل ما بوسعه ليعبر عن حزنه وألمه، ثم بعد عدة أيام يهدأ لكنه يبقى حزينا، ثم بعد عدة أشهر يبدأ في استعادة ابتسامته، وإستئناف حياته، ثم بعد عدة سنوات يصبح قادرا على التحدث عن الفقيد وذكرياته الجميلة معه بابتسامة وأريحية.
بينما الإكتئاب يسلك سلوكا عكسيا، فهو يبدأ صغيرا، مجرد حزن بسيط، أو قلق، أو موقف بليد نحو صدمة كبيرة، يعني أنه يبدأ صغيييييييرا، ويكبر مع الأيام،
مثال: حينما يتعرض الإنسان لصدمة وفاة أحد المقربين ( إغتصاب، أو عنفن أو فراق ) فإنه قد يجد نفسه بليدا، لا يحرك ساكنا لأن عقله في هذه اللحظات يبدأ في التعامل مع الحادثة بشكل إنتحاري، فيعيق وصول المعلومات إلى إدراكه، ليحميه من صعوبة الحدث أو المشهد. لذلك يعتقد الناس أن هذا الشخص لم يتأثر، ويقولون عبارات مثل: لقد رأيته صامتا ولا كانه يشعر بما حدث له.
لذلك غالبا ما يقلق النفسانيون حيال الأشخاص الذين يلتزمون الصمت والبلادة في المواقف المحزنة أو الصدمات النفسية العنيفة، لأن هذا يعني أنه تعرض لحظة اكتشافه الصدمة إلى عارض إكتئابي سوف تكشف عنه الأيام، أو الشهور أو السنوات القادمة، فالإكتئاب إذا يبدأ صامتا، ثم يكبر يوما بعد يوم عكس الحزن، الذي يبدأ بالبكاء والعويل، وينتهي بالتشافي والتعافي.
الإكتئاب كالسرطان مرض خفي لا يمكن إكتشافه إلا بعد أن يتفاقم، وقد يصاب ببذرة الإكتئاب إنسان ما في طفولته، لكن علاماته تظهر عليه في مراحل متقدمة من عمره، قد تظهر عليه في الشيخوخة مثلا!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق