علامات تدل على أنه يعاني نفسيًّا بصمت

 تصرفات المريض النفسي,علامات المرض النفسي,صفات الشخص المريض نفسيا,أعراض المرض النفسي العصبي,

علامات صامتة تدل على أن شخصًا تحبه يعاني نفسيًّا دون أن يخبرك

مقدمة:

أحيانًا، قد تلاحظ تغيرًا في سلوك أحد أحبائك دون أن يكون لديهم الكلمات الكافية ليشرحوا ما يشعرون به.
يبدو أن هناك شيئًا "مختلفًا"، لكنهم لا يتحدثون عن معاناتهم. قد يظن البعض أن صمتهم يدل على أنهم بخير، بينما في الحقيقة قد يكون ذلك صرخة صامتة في وجه الألم النفسي. فما هي تلك العلامات التي قد تشير إلى أن شخصًا تحبه يعاني نفسيًا ولا يستطيع أو لا يريد التحدث عنها؟


أولًا: التغيرات المفاجئة في المزاج

إحدى العلامات الأكثر وضوحًا هي التغيرات المفاجئة في المزاج، مثل:

  • التقلبات العاطفية: شعور مفاجئ بالحزن العميق أو العصبية أو السعادة المفرطة.

  • التصرفات غير المتوقعة: مثل الانفعال الزائد أو الهروب من المواقف الاجتماعية.

كيف يتم تفسير ذلك؟

قد يكون ذلك نتيجة لضغط نفسي غير مرئي. الشخص قد يمر بمشاعر القلق أو الاكتئاب التي تتسبب في تقلبات عاطفية شديدة.
في بعض الأحيان، يشعر الأشخاص المصابون بالاكتئاب بعدم القدرة على التحكم في مشاعرهم، وبالتالي قد يظهرون كما لو كانوا أشخاصًا مختلفين عما كانوا عليه.


ثانيًا: الانعزال الاجتماعي

أحد الأعراض الصامتة التي قد يشير بها الشخص إلى معاناته النفسية هو الانسحاب المفاجئ من الحياة الاجتماعية. قد يلاحظ الأصدقاء والعائلة أن هذا الشخص:

  • يتجنب التجمعات أو المحادثات.

  • يميل إلى الانعزال، حتى عن الأشخاص المقربين.

  • قد يُفضّل قضاء وقت طويل بمفرده، ويتجنب الأنشطة التي كان يحبها سابقًا.

لماذا يحدث هذا؟

  • في حالات الاكتئاب أو القلق، قد يشعر الشخص بالعجز عن مواجهة الحياة الاجتماعية أو حتى القبول بالآخرين.

  • الانعزال يكون بمثابة محاولة للهروب من الشعور بالإرهاق النفسي. الشخص لا يريد أن يثق في الآخرين أو يتحدث عن مشاعره لأنه يشعر بالضعف.


ثالثًا: قلة الاهتمام بالنفس

الشخص الذي يعاني نفسيًا قد يظهر اهتمامًا أقل بمظهره الشخصي. ربما يلاحظ من حوله أنه:

  • لا يعتني بنفسه كما كان يفعل سابقًا.

  • الإهمال في الملابس أو النظافة الشخصية.

  • قد يلاحظ الآخرون أنه يبدوا أكثر إرهاقًا أو متعبًا بشكل مستمر.

كيف يمكن تفسير ذلك؟

  • الضغط النفسي يمكن أن يؤدي إلى تراجع الدافع للحفاظ على روتين الحياة اليومية.

  • الاكتئاب، على سبيل المثال، يُضعف الرغبة في الاهتمام بالنفس، لأن الشخص قد يشعر بأنه فاقد للهدف أو القيمة.

  • الشعور العميق بال "اللامبالاة" قد يجعل الشخص يتراجع عن الاهتمام بالجوانب اليومية البسيطة.


رابعًا: تغيرات في النوم أو الشهية

  • اضطرابات النوم، مثل صعوبة النوم أو النوم المفرط، من المؤشرات التي قد تدل على اضطراب نفسي. قد ينام الشخص فترات طويلة لتجنب مواجهة الألم الداخلي أو قد يعاني من أرق مستمر بسبب القلق.

  • التغيرات في الشهية، مثل فقدان الشهية تمامًا أو تناول الطعام بشكل مفرط، قد تكون أيضًا علامة على أن الشخص يعاني من الاكتئاب أو الاضطراب العصبي.

لماذا يحدث ذلك؟

  • القلق يسبب الأرق بسبب الأفكار المتراكمة التي لا تهدأ.

  • الاكتئاب قد يسبب فقدان الشهية بسبب الشعور العام بعدم الرغبة أو اللامبالاة.

  • في حالات أخرى، قد يلجأ الشخص إلى الطعام كوسيلة للتهدئة الذاتية (أو التخفيف المؤقت من الألم النفسي).


خامسًا: تصرفات غير طبيعية أو انفعالات مفاجئة

  • التصرفات العدوانية أو التسرع في اتخاذ القرارات.

  • الغضب الشديد أو التهيج من مواقف بسيطة.

تفسير هذه التصرفات:

  • الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق يمكن أن تجعل الشخص يتفاعل مع العالم بشكل مفرط أو غير متوقع.

  • الضغط النفسي المستمر قد يسبب تفاعلات عاطفية غير متوازنة.

  • في بعض الحالات، قد يؤدي الغضب المكبوت إلى انفجار مفاجئ، وهو نوع من الاحتراق النفسي.


سادسًا: التحدث عن الأفكار السلبية أو الموت

قد يلاحظ المحيطون بالشخص المصاب بالاكتئاب أو القلق أنه:

  • يتحدث عن الموت أو الانتحار أو الهروب من الحياة.

  • يعبر عن شعور بأنه غير مهم أو لا فائدة من وجوده.

لماذا يحدث هذا؟

  • الأفكار السلبية جزء من أعراض الاكتئاب الحاد. هذه الأفكار تعكس فقدان الأمل والرغبة في الهروب من الألم النفسي الذي يشعر به الشخص.

  • الحديث عن الموت قد يكون نداءً للمساعدة غير مباشر، أو صرخة محبطة لتخفيف العبء الذي يشعر به الشخص.


سابعًا: تغيرات في الأداء اليومي أو في العمل

الشخص الذي يعاني نفسيًا قد يظهر أيضًا تغيرات في أدائه اليومي، مثل:

  • تراجع في الأداء الوظيفي أو الأكاديمي.

  • النسيان المستمر أو التقاعس عن أداء المهام اليومية.

تفسير هذه التغيرات:

  • الاكتئاب، مثلًا، يؤثر بشدة على قدرة الشخص على التركيز، مما يسبب انخفاضًا في أدائه.

  • قد يشعر الشخص بالإرهاق الشديد أو اللامبالاة لدرجة أنه يعجز عن إنجاز مهامه.


خاتمة:

الشخص الذي يعاني نفسيًا قد لا يصرخ أو يطلب المساعدة، بل قد يظل صامتًا، محاطًا بحائط من الوحدة والألم.
ولذا فإننا نحن، من حوله، يجب أن نكون مستمعين بعناية، وأن نلتقط تلك العلامات الصامتة التي تُظهر معاناته.

إذا لاحظت هذه العلامات، أو حتى إذا كانت لديك شكوك عن أن شخصًا قريبًا منك يعاني نفسيًا، لا تتردد في تقديم الدعم له. تحدث معه، أظهر له أنك موجود، وأنه ليس وحيدًا في معركته النفسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق