لماذا يبكي المريض النفسي، المريض النفسي كيف تعرفه,لماذا يبكي المريض النفسي,كلام مريض نفسي,أخطر أنواع الأمراض النفسية,
"لماذا يبكي المريض النفسي كثيرًا وطويلاً؟"
البكاء بالنسبة للمريض النفسي ليس مجرد دموع، بل هو لغة الألم، وطريقة الجسد والعقل للتفريغ. تعالَ نغوص قليلًا في الداخل لنعرف لماذا يبكي المريض النفسي بهذا الشكل:
🧠 أولًا: لأن النفس تؤلم كما يؤلم الجسد
-
كما يصرخ الإنسان حين يُجرح جسديًا، يبكي حين يُجرح نفسيًا.
-
المريض النفسي غالبًا يعيش ألمًا داخليًا لا يُرى، لكنه عميق ومُنهك:
حزن، فقد، شعور بالوحدة، انعدام الأمل، تأنيب ضمير، خوف من المستقبل، أو حتى فقدان الإحساس بكل شيء.
🌀 ثانيًا: لأنه لا يجد طريقة أخرى للتعبير
-
كثير من المرضى النفسيين لا يستطيعون وصف ما يشعرون به بالكلام.
-
أحيانًا يكون البكاء هو اللغة الوحيدة التي ما تزال تعمل.
-
من شدة الألم، لا تكفي الكلمات، فيأتي البكاء بديلاً عنها.
🌪️ ثالثًا: لأن داخله في حالة صراع
-
أحيانًا المريض يشعر بتضارب داخلي:
"أنا تعبت... لكن لا أحد يفهم"،
"أنا أحاول... لكني أفشل"،
"أنا أضحك أمام الناس... لكني محطم بالداخل".هذا التناقض يولّد توترًا عاطفيًا ضخمًا، ينفجر غالبًا على هيئة بكاء.
🧨 رابعًا: لأن البكاء فعل مقاومة... لا استسلام
-
قد يبدو أن المريض النفسي يبكي لأنه ضعيف، لكن العكس صحيح: هو يبكي لأنه لا يزال يقاوم، لا يزال يشعر، لا يزال يُصارع داخليًا.
-
هناك من يتبلّد تمامًا ولا يعود قادرًا على البكاء — وهذه مرحلة مؤلمة أكثر.
💔 خامسًا: لأن التراكم يقتل
-
في كثير من الحالات، لا يبكي المريض النفسي بسبب شيء واحد، بل بسبب تراكمات سنوات من الإهمال أو الألم أو الصدمات.
-
وكل مرة يبكي فيها، كأنه يُخرج جزءًا صغيرًا من هذا الحمل الثقيل.
⚠️ لماذا "كثيرًا وطويلًا"؟
-
لأن الجرح النفسي ليس سطحيًا.
الجروح النفسية تُفتح وتُعاد فتحها بسهولة. -
أيضًا، الجهاز العصبي للمريض يكون حساسًا جدًا، أي محفّز صغير قد يعيده للحظة صعبة أو مؤلمة في الماضي (ويبدأ البكاء الطويل).
-
بعض الاضطرابات النفسية تجعل السيطرة على العاطفة أصعب، مثل:
-
الاكتئاب: يكثر فيه البكاء بلا سبب واضح.
-
القلق العام: يجعل الشخص يشعر بأنه على حافة الانهيار دائمًا.
-
الاضطراب ثنائي القطب: قد يُبكي الشخص في نوبات الاكتئاب بشكل غزير.
-
اضطراب الشخصية الحدّية: يتميز بعاطفة متقلبة وبكاء عنيف أحيانًا نتيجة خوف من الهجر أو عدم الشعور بالأمان.
-
✨ كيف نساعد؟
-
لا تسأل المريض: "لماذا تبكي؟" — فهو لا يملك دائمًا جوابًا.
-
الأفضل أن تقول: "أنا هنا... خذ وقتك".
-
البكاء ليس ضعفًا، إنه دليل على وجود إنسان ما زال يشعر... ويحتاج من يراه ويحضنه، لا من يحاكمه أو يسخر منه.
💞 كيف أساعد شخصًا مريضًا نفسيًا حين أراه يبكي؟
أولًا: لا تَخف من دموعه
-
لا تنسَ: البكاء مش تهديد، ولا علامة على أنه "انهار تمامًا".
-
أحيانًا، البكاء هو الطريقة الوحيدة اللي يقدر يتنفس فيها داخليًا.
-
كن هادئًا، وطمّنه من خلال سكونك وليس فقط كلماتك.
ثانيًا: اقترب... لكن لا تقتحم
-
قف بجانبه بلُطف، ولا تجبره يتكلم.
-
فقط اجلس بالقرب منه، وقل:
-
"أنا هنا لو حبيت تتكلم."
-
"خد وقتك... عادي تبكي."
-
-
هذا يعطيه أمانًا، ويشعره أنه مو وحده.
ثالثًا: المس أو لا تلمس؟ (حسب الشخص)
-
البعض يشعر بالراحة عند لمسة خفيفة (على الكتف أو اليد)، والبعض الآخر لا يحبها.
-
اسأله بلطف:
"تحب أحضنك؟ ولا أظل بس جنبك؟"
رابعًا: كلمات بسيطة، لا نصائح
-
لا تعطِه "حلولًا" وهو يبكي، بل:
-
"أنا آسف إنك تمر بهيك وجع."
-
"أنا شايفك... وبحس فيك."
-
"أنا مش هروح، أنا جنبك."
-
-
تجنّب تمامًا العبارات مثل:
-
"شد حيلك!"
-
"في ناس وضعهم أسوأ!"
-
"ما في شي يستاهل تبكي عشانه!"
-
خامسًا: بعد أن يهدأ... اسأله بلطف:
-
"تحب تحكيلي شو مضايقك؟"
-
"تحب نروح لمكان أهدى؟"
-
"تبيني أساعدك تكلّم مختص؟ أنا وياك."
أحيانًا، مجرد عرضك للمساعدة يعطيه إحساس إنه مش لوحده في المعركة.
سادسًا: ابقَ داعمًا بعد لحظة البكاء
-
البكاء مو نهاية النوبة… أحيانًا بعدها يجيه خجل، أو تأنيب ضمير.
-
طمّنه إنه ما عمل شيء غلط.
-
كرر عليه: "ما في شي عيب بالبكاء. أنا فخور إنك عبّرت عن وجعك."
✨ في النهاية:
لا تحتاج أن تكون مختصًا نفسيًا لتواسي شخصًا يبكي...
تحتاج أن تكون إنسانًا يرى، يسمع، ويشعر دون أحكام.
وجودك، صبرك، نبرتك، لمستك...
كلها ممكن تكون سبب إنقاذ شخص في لحظة ظلمة.