إتيكيت المرأة في الحفلات وحضور المناسبات وتلبية الدعوات

 الحياة الإجماعية للمرأة، ذات أهمية كبيرة، إن كل إمرأة تطمح إلى أن تكون سيدة مجتمع محبوبة، يقدرها الناس ويحترمونها، ويكون لها مكانتها التي تليق بها في قلوبهم، الحياة الإجتماعية ضرورة إنسانية، فالإنسان لا يستطيع ان يعيش في عزلة، هو مخلوق إجتماعي، والمرأة نظرا لحساسيتها، وحاجتها الكبيرة للتواصل، تحتاج أكثر من الرجل إلى قواعد وآداب السلوك الإجتماعي، لتحظى بالمزيد من العلاقات الهادفة، والفاعلة، والمثمرة في حياتها، إليك هذه المقالة التي تحتوي على الكثير من الأفكار والنصائح:

.
في كل المناسبات الإجتماعية والحفلات، يمُر العديد من الأشخاص بمواقف محرجة كتلك التي مررتِ بها، إن مخيلتكِ الواسعة وحدسكِ الأنثوي سيُرشدانكِ إلى هؤلاء الأشخاص بسهولة، وستعرفين ما الذي عليكِ قوله وفعله لتحريرهم من الخوف والقلق الذي يقيدهم، تذكري فقط ما تمنيتِ لو فعلهُ الآخرون لكِ وقومي به.
  • أنتِ تعرفين سبب تأخر تلك الفتاة في غرفة الملابس منذ 15 دقيقة، فهي هناك غالباً لأنها شعرت بأنها منبوذة ولم تتمكن من الإندماج مع الآخرين المتواجدين في المكان، إذهبي إليها وتصرفي بعفوية كما لو أن دخولكِ لتلك الغرفة كان مجرد صدفة، وحاولي أن تُعيديها معكِ وساعديها لتتمكن من مشاركة الآخرين حديثهم.
  • كرسي بعضا من وقتكِ لتتعرفي على ذلك الرجل الصامت الذي يقف بمعزل عن الآخرين، واكتشفي شخصيته ليشعر بأنه مرحب به، وحين يغازلكِ رجل بجرأة في حضرة زوجته، جامليه وفي نفس الوقت ابعثي لزوجته بابتسامة صبر كما لو أنكِ تقولين لها: «أليس هذا شأن الكثير من الرجال؟».

وأخيراً وليس آخراً، تذكري بأنكِ قضيتِ معظم حياتكِ مع النساء وتعرفين بأن علاقتكِ بهن حسنة النية، فهن يتقبلنكِ ولا يردن منكِ شيئاً بالمقابل، فالمرأة التي تتفاخر بأن معظم أصدقائها هم من الرجال، تتجه لا شعورياً نحو انعدام الأمن الإجتماعي، فربما تقضين وقتاً ممتعاً معهم في العشرينيات من عمركِ ولكنكِ ستجلسين بعد ذلك وحيدة في البيت تتأملين أركانه إن لم تُغيري من نمط حياتكِ قبل فوات الأوان، فالنساء هنّ من ينسقنّ معظم المناسبات الإجتماعية ويقدمنّ لها الدعوات، فكوني صديقة لهنّ بولاءٍ خالص، لأنكِ إن لم تفعلي، ستجدين نفسكِ يوماً وحيدة بين أربعة جدران.


روح الحفلة

قضت الأعراف بإطلاق مثل هذا اللقب على الأشخاص الأكثر إثارة للشفقة، كالشخص معدوم الثقة بنفسه، والشخص الذي يثرثر كثيراً، والشخص الذي يقوم بعمل مقالب مزعجة للآخرين من دونِ أي هدف، والشخص الذي يقهقه بصوتٍ عالٍ بشكلِ متكرر.

كل هؤلاء الناس يحاولون إثبات وجودهم أمام الآخرين وهم على النقيض تماماً من الشخص الهادئ الخجول، ولكنهم جميعاً ضحايا لنفس المرض وهو (النرجسية) أو ما يسمى بالإنشغال بالنفس حيث يشعر المرءُ بأن الآخرين يراقبون كل أقواله و أفعاله ويقلق بشأن تفكيرهم به.

ولكن هل هنالك من سبيل لإيجاد قاعدة سهلة التطبيق تمنعكِ من أن تُصنفي تحت فئة الضيف المزعج أو الضيف الصامت؟
  1. في أي حفلة تحضرينها فليكن هدفكِ هو الإستمتاع بالحفلة وإمتاع الآخرين في نفس الوقت، كوني صادقة واهتمي بالآخرين من حولكِ وبادليهم الأفكار والحديث والإستماع أيضاً، فالمرأة التي يشعر الآخرون بالإرتياح عند تواجدهم معها، سيتذكرها الجميع دائماً كإنسانةٍ مُبهجة تبعث السرور في القلوب، على العكس من المرأة المتحاذقة التي يشعر الآخرين من حولها بجوٍ قاتم من عدم الارتياح.
  2. استخدمي مواهبكِ الفطرية، حماستكِ ومخيلتكِ ودماثة أخلاقكِ ولا تنسي ذكائكِ إذا استخدمته بلطف، فروح الحفلة الحقيقي يكمن في الشخص الذي لا يشغل تفكيره في نفسه كثيراً لجذب الانتباه، بل هو الشخص الذي يشغل تفكيره في اكتشاف الآخرين بود.

لا تجمعي الناس من حولك...

هنالك أمرٌ علينا مناقشته فيما يخص اكتشاف الآخرين وتكوين العلاقات معهم، لا داعٍ لأن تضمي كل شخص تعرفتِ إليه إلى قائمة أصدقائكِ المفضلين، بل كوني حكيمة أكثر في ما يخص اندماجكِ بشدة معهم.

سنسرد هنا كمثالٍ قصة زوجين، الزوج شاب حساس وهادئ ولا يتحدث عنه أحدٍ بسوء في غيابه، ودائماً ما يتذكره الآخرين كرجلٍ واعٍ وذكي، هو شخصٌ لطيف ويستمتع بتواجده مع الناس ولكنه يُفضل أن يقضي معظم أمسيات الأسبوع وحده مع عائلته، فهو يستمتع بذلك حقاً إذا ما أُُتيحت له الفرصة بذلك.

زوجته، على العكس منه، لديها من النشاط والحيوية ما يكفي لإطلاق ألف سفينة بيديها في نفس الوقت، بعد كل حفلة، حتى وإن كانت مجرد تجمع صغير للأصدقاء، تُضيف على الأقل إسم أو إسمين مع أرقامهم إلى قائمة الإتصال في هاتفها، فهي تأخذ على محمل الجد أي جملة تُقال لها على غرار (يجب أن نرى بعضنا البعض في وقتٍ ما لاحقاً)، ولأنها إنسانة لطيفة والتواجد معها أمرٌ ممتع، فإن أصحاب كل تلك الأرقام سيُسرون بقبول دعوتها في أي وقت.

لا يمكننا إنتقاد لطفها ومراعاتها للآخرين، فهي بكل بساطة تفتقر إلى التمييز والإحساس بالإنسجام، ولا تعترف بحدود دائرة أصدقائها، وإذا دعتكِ إلى إحدى الأمسيات في منزلها ستتفاجئين بوجود ضعف العدد الذي يمكن أن تسعه شقتها، والعديد من الوجوه مختلفة الأطباع على الرغم من عدم رضى زوجها تجاه هذا التصرف.

وكنتيجة عكسية لكل هذا، فإن قائمة ضيوفها ستتضاءل بدلاً من أن تزيد، لأن أصدقائها المفضلين سيجدون الكثير من الأعذار لتبرير عدم تواجدهم في منزلها، فهم يرفضون أن يكونوا جزءاً من ذلك الإكتظاظ المجاني للجميع، ولا يمكنهم تحديد إذا ما كانوا ذوي أهمية بالنسبة لها أم لا، فيبتعدون.

يُفضِل الناس التواجد في الحفلات التي تنسق فيها مضيفة الحفل برنامجاً مناسباً للجميع، بحيث يكون عدد المدعوين كافياً لأن تقضي وقتاً كافياً معهم لترحب بهم و تتحدث إليهم ولا تترك المجال لأي مدعو أن يشعر بالوحدة والتجاهل من قِبل مضيفته.

لذلك لا تحاولي جمع كلُ شخصٍ مثير للإهتمام تقابلينه في منازل الآخرين، لأنكِ بهذا ستفسدين حياتكِ وتشتتين نفسكِ في عدة نواح وفي الأخير لن يشعر أي من أصدقائكِ بقيمته لديك.

بالطبع، إن أي قاعدة سنقولها حول هذا الأمر ستكون تعسفية، لذلك حاولي أن تُقابلي الناس مرة أو اثنتين في حفلاتٍ أخرى، بعد لقائك الأول بهم وقبل دعوتهم إلى منزلك.

تذكري دائماً...
  • أما زلتِ تتذكرين أول مرة تم تقديمكِ فيها إلى مجموعة أصدقائكِ الحاليين؟ أتتذكرين ذلك الشعور بالتردد والحياء الذي اعتراكِ قبل انضمامكِ إليهم لأول مرة؟ وذلك الإحساس المريع بأن الجميع من حولكِ يعرفون بعضهم بعضاً ما عداك؟ وبأن المحادثات التي تدور من حولكِ لا يمكنكِ المشاركة فيها؟ أتتذكرين ذلك جيداَ؟
  • إذن تذكري دوماً ألا تتركي أي شخص آخر يمر بنفس تلك التجربة التي مررتِ بها من دون أن تمدي له يدُ المساعدة بودٍ ومحبة.
  • أما زلتِ تتذكرين ذلك الكابوس الرهيب الذي رأيتِ فيه زوجكِ يغازل إمرأة أخرى؟ أتتذكرين كرامتكِ التي جُرحت وتمنيكِ الإصابة بالعمى على أن تري مثل هذا المشهد؟ أتتذكرين ذلك جيداً؟ إذن تذكري دوماً ألا تجعلي هذا الكابوس حقيقة تعيشها امرأة أخرى بسببك.
نصائح أخيرة:
  1. لاتنسي أن تُعقبي حديثكِ بكلمة شكر، فنحن كبشر نحتاج بعضنا بعضاً لنعيش هذه الحياة بشكلٍ أسهل، واسألي عن كل ما تحتاجين إلى معرفته في أي موقف اجتماعي غير مألوف.
  2. إطلبي مساعدة النادل في فهم قائمة الطعام إذا كانت مكتوبة بلغةٍ أخرى، واسألي مضيفتكِ لنهاية الأسبوع ما إذا كان عليكِ إعطاء بقشيش للعاملات هناك أم لا، وإذا كان لابد من إعطائهم بقشيشاً فاسألي عن المبلغ المناسب، واطلبي من الضيف الذي لم تتمكني من سماع اسمه في المرة الأولى أن يعيده مرة ثانية على مسامعك.
  3. والأهم من هذا كله، إذا كنتِ في وسط مجموعة يديرون نقاشاً لم تعرفي ماهيته، فاسألي أكثر المتحدثين مشاركة عن موضوع النقاش، ولا تخافي أبداً من الإعتراف بجهلكِ إذا كنتِ ترغبين بالإشتراك في الحديث.
  4. القليل منا فقط هم من يستطيعون إدارة حوارٍ راقٍ في كل مناسبة اجتماعية يذهبون إليها، وكلنا تقريباً قد مررنا بتلك اللحظة المؤلمة التي تجدين فيها نفسكِ تقومين بتصرفٍ خاطئ أو تتفوهين بأمرٍ أخرق في غير مكانه.
  5. توقفي للحظة وتذكري: (هل فكرتِ يوماً بأي شخص طلب منكِ مشورة ما على أنه شخصٌ أحمق؟) بالطبع لا، بل احترمتِ حرصه بالمجيء إليك.
  6. لن يظن أحد بأنكِ قليلة المعرفة إذا قمتي بذلك، فالناس يجيبون على الأسئلة سريعاً بكل ود وحماسة لأنكِ اتجهت نحوهم بالتحديد لطلب العون، وبعد لحظات سينسون الأمر برمته وكأن شيئاً لم يكن، فالحماقة الحقيقة هي أن تكوني متخبطة بيأس في أي مناسبة إجتماعية بينما يمكنكِ التماس المساعدة من الآخرين.

اقرئي أيضا :
​​

أحدث أقدم

نموذج الاتصال